عمان 16 تشرين الأول (بترا)- رعت سمو الأميرة بسمة بنت طلال، أمس السبت، فعاليات بازار السلك الدبلوماسي الخيري الثامن والخمسين لمبرة أم الحسين، الذي يخصص ريعه بالكامل لدعم أطفال المبرة.
ويعد البازار، الذي أقيم في مدينة الحسين للشباب، حدثا إنسانيا وملتقى للهيئات الدبلوماسية في الأردن، تعبر من خلاله عن معاني التكافل والتضامن الإنساني لمساعدة المبرة، وتمكينها من القيام بواجبها تجاه الفئات المستهدفة من الأطفال من عمر 6 إلى 18 عاما في منطقة ماركا شرق العاصمة عمان.
كما تشكل فعاليات البازار، منصة للتبادل الثقافي والحضاري بين الدول والتعريف بها، والتأكيد على القيم الإنسانية التي تجمع عليها الدول والشعوب في العالم.
وشارك في البازار، نحو 30 بعثة دبلوماسية في المملكة، عرضت مجموعة متنوعة من المنتوجات، التي تمثل حضارات وثقافات الدول المشاركة، كالمنسوجات والتحف، والحرف، والخزفيات، والمشغولات اليدوية والمأكولات، اضافة إلى فقرات فنية فلكلورية جسدت ثقافات هذه الدول.
وقالت سمو الأميرة بسمة بنت طلال، في كلمة ألقتها في افتتاح البازار، بحضور سفراء الدول المشاركة وعقائلهم، إن الهدف الأسمى لبازار السلك الدبلوماسي هو دعم أطفال مبرة أم الحسين، وإعدادهم وتمكينهم ليصبحوا ناجحين وفاعلين في المجتمع.
وأكدت أن البازار، إضافة إلى رسالته الإنسانية، يعتبر رمزا للتكافل الاجتماعي والدولي، وحدثا يجتمع فيه كل المشاركين من البعثات الدبلوماسية على عمل الخير؛ ما يعكس القيم الإنسانية التي يسعى الجميع إلى استدامتها والمحافظة عليها ونقلها من جيل لآخر.
وأشادت سموها بالالتزام، الذي تظهره البعثات الدبلوماسية للمشاركة في البازار كل عام؛ وترجمة شراكتها المثمرة والممتدة لسنوات مع المبرة وأطفالها، مبينة أن البازار يعد حدثا بارزا للاحتفال بالثقافات والمنتجات والمأكولات المختلفة للدول وشعوبها.
وأعربت سموها باسم أطفال مبرة أم الحسين وهيئتها الإدارية، عن شكرها وتقديرها لكل البعثات المشاركة في البازار والجهات الداعمة، مشيدة كذلك بالداعمين للبازار الافتراضي الذي أقيم خلال العامين الماضيين.
من جانبه، أكد السفير البحريني في عمان، أحمد بن يوسف الرويعي، في كلمة السلك الدبلوماسي في عمان، أهمية هذا الحدث الخيري، الذي اعتادت عمان على احتضانه كل عام لخدمة أطفال مبرة أم الحسين.
وقال إن عودة البازار بعد انقطاع دام عامين بسبب جائحة كورونا، يؤكد حرص الهيئات الدبلوماسية وانطلاقا من مسؤوليتها الاجتماعية، على مواصلة مسيرة البازار الحافلة بالعمل الإنساني والاجتماعي؛ بما يعكس معاني الالتقاء الحضاري والثقافي للدول والشعوب.
وأعرب الرويعي، عن شكره لكل السفارات والهيئات الدبلوماسية الشقيقة والصديقة التي حرصت على المشاركة في البازار لهذا العام، مشيدا كذلك بالجهود التي بذلت لتنظيمه والإعداد له وإنجاحه.
بدورها عرضت مديرة مبرة أم الحسين، زينا الكركي، لرؤية المبرة المتمثلة في إعداد جيل ممكن من الأطفال والشباب، قادرين على تحقيق آمالهم وتطلعاتهم وأهدافهم، واعين بحقوقهم، وملتزمين بمسؤولياتهم.
وقالت إن رسالة المبرة تركز على أن تكون مؤسسة نموذجية، وبيتا حاضنا للأيتام والأطفال من ضحايا التفكك الأسري، والمحرومين من الروابط الأسرية، وتوفير بيئة أسرية مستقرة وآمنة لهم.
وبينت أن المبرة تسعى إلى زيادة قدراتها لتكون مركز دعم للمجتمعات المحلية المحيطة بها خاصة النساء والفتيات، ولتوفير فرص التعليم والتدريب المختلفة وخاصة في مجالات محو الأمية الرقمية، والحاسوب والمهارات الرقمية.
وأوضحت الكركي، أن المبرة تولي أهمية خاصة في عملها لتوفير الفرص التعليمية والصحية المناسبة للأطفال، ورفدهم بالمهارات العملية والحياتية، من خلال البرامج التي تنفذها وتشمل الرعاية السكنية الشاملة للأطفال، وبرنامج دعم الخريجين وبرنامج الدعم الاجتماعي.
وثمنت الكركي، الدعم الفني والتقني، الذي يقدمه الصندوق الأردني الهاشمي للتنمية البشرية (جهد)؛ لتمكينها من القيام بدورها تجاه الفئات المستهدفة بكل كفاءة.
وجالت سمو الأميرة بسمة يرافقها سفراء الدول وممثلو البعثات المشاركة، على أجنحة البازار، واطلعت على محتوياته.
وشهد البازار إقبالا كبيرا من الرواد الذين أشادوا بهذا النموذج من التكافل الإنساني العالمي لخدمة الرسالة الإنسانية النبيلة لمبرة أم الحسين.
وتأسست مبرة أم الحسين عام 1958، بمبادرة من الملكة زين الشرف طيب الله ثراها، وحملت سمو الأميرة بسمة بنت طلال رسالة المبرة منذ ذلك الحين، وأسهمت عبر مسيرتها الحافلة بالإنجازات في تخريج أجيال من الشباب الأردني، بعد أن احتضنتهم ووفرت لهم بيئة آمنة، وداعمة في جميع المجالات.