البحر الميت 23 أيار (بترا)- قالت سمو الأميرة بسمة بنت طلال، رئيسة مجلس أمناء الصندوق الأردني الهاشمي للتنمية البشرية (جهد)، عضو المجلس الاستشاري لعقد الأمم المتحدة لاستعادة النظم الإيكولوجية، إن علاقة البشرية بالأرض، لعبت على مر التاريخ دورا كبيرا في تطور وتقدم الإنسان، وأن طرائق التعامل معها أصبحت مهمة للوجود والبقاء البشري على هذا الكوكب.
وأكدت سموها، في كلمة ألقتها في الجلسة الثانية للمنتدى العالمي للأرض المنعقد في البحر الميت تحت شعار (نحو حلول لأزمات التغير المناخي)، وحضرها وزيرا الزراعة المهندس خالد الحنيفات والبيئة الدكتور معاوية الردايدة وسفراء وممثلو منظمات دولية معنية بقضايا الأرض، أن إنسانية البشر لا تحكمها طبيعة العلاقة بين الناس فقط، بل تشمل العلاقة بالأرض والبيئة، وكل ما فيها من كائنات وحياة، مبينة أن الحلول المطلوبة للتهديد الوجودي للبحر الميت حيث ينعقد المنتدى، هي ذاتها التي أصبحت ضرورة لمعالجة المشاكل والتحديات التي يعاني منها كوكب الأرض.
واعتبرت سموها، أن "الحلول للتحديات التي تواجه كوكب الأرض اليوم، لا تكمن في العلم والتكنولوجيا فقط، وإنما في الحوار والاستماع لبعضنا بعضا، والاحترام للطبيعة والبيئة، وتطبيق القوانين والأنظمة والتشريعات ومبادئ العدالة، إلى جانب تحفيز الإبداع والابتكار".
وبينت أن الكثير من المناطق حول العالم، تشهد زيادة كبيرة في أعداد السكان، في وتيرة تفوق قدرة البيئة في تلك المناطق على توفير الأراضي الصالحة للزراعة والمياه والموارد الطبيعية، في وقت تتداخل فيه النزاعات على الأراضي مع قضايا تتعلق بغياب التنمية وانعدام المساواة في الفرص والحقوق وصعوبة الأوضاع الاقتصادية وغياب التنمية.
وأشارت سموها، إلى تقرير البنك الدولي، الذي حدد شكل التحديات التي تواجه البيئة واستصلاح الأراضي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتشمل: عدم تطور الأنظمة والقوانين والتشريعات، وسوء الخدمات، وزيادة نسب وحجم ملكية الدول للأراضي، إلى جانب تحديات أخرى مرتبطة بالنزاعات والتشريد، وتدهور الأراضي، وضعف المجتمعات وغياب البرامج والخطط، وانعدام الحقوق للأقليات العرقية والسكان الأصليين في بعض الدول، وعدم توفر البيانات الكافية عن طبيعة الأراضي وفرص استصلاحها.
وقالت سموها، إن الأردن ورغم التنوع البيولوجي الذي يمتاز به، يعاني شحا في المياه ومحدودية في الأراضي الصالحة للزراعة، مؤكدة أن قضية استصلاح الأراضي أصبحت تحديا كبيرا يواجه الكثير من البلدان حول العالم وفي منطقتنا بشكل خاص، في وقت لا تراعي فيه سياسات تحقيق النمو الاقتصادي السريع في بعض الدول على الحلول البيئية وسلامة النظم الإيكولوجية، إضافة إلى تحديات أخرى مرتبطة بالفقر والنزاعات والاستخدام الجائر للمياه في المناطق الحضرية.
وأكدت سموها، أن رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني لمستقبل الأردن، تقوم في جانب كبير منها على المشاركة المجتمعية الفاعلة، وإيمان جلالته كذلك بدور المرأة والشباب في صناعة مستقبل الأردن، معتبرة أن هذه الرؤية الثاقبة تبعث الأمل في الجميع وتعزز القدرة على مواجهة كل التحديات.
كما لفتت إلى دور المجتمع المدني في هذه العملية الوطنية، مشيرة لعمل الصندوق الأردني الهاشمي للتنمية البشرية(جهد) كعضو فاعل في الاتحاد الدولي للأراضي، وانتشاره في مناطق المملكة وبين مجتمعاتها المختلفة؛ ما يجعله محفزا نحو الحوكمة التحويلية على المستوى الشعبي حيث تتقاطع المشاركة المجتمعية، والتنمية البشرية مع الاستدامة البيئية، فيما أكدت دور المجتمعات المحلية في المساهمة في صياغة السياسات البيئية وصولا إلى الاستدامة البيئية المطلوبة.
واختمت سموها قائلة، إن المنطقة العربية ورغم التحديات التي تواجهها، فان الفرصة ما زالت سانحة أمامها لمعالجة العديد من المشاكل البيئية والسياسية، مشيرة لأهمية التعاون الدولي والإقليمي لتطوير بدائل الطاقة، ومعالجة نقص المياه، ووقف التصحر، وإنهاء الصراعات والهجرة.
وأكدت سموها أهمية التعلم والاستفادة من التجارب، وتبادل الخبرات، مشيرة لأهمية هذا المنتدى للتفكير بعمق في التهديدات التي تواجه كوكب الأرض، مشيدة بهذا الحدث الدولي الهام الذي يستضيفه الأردن في بحث واقع كوبنا والوصول إلى مستقبل أكثر أمنا للأجيال القادمة.